MAFFIA
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

في نداء وجّهه من رحاب مكة المكرمة

اذهب الى الأسفل

في نداء وجّهه من رحاب مكة المكرمة Empty في نداء وجّهه من رحاب مكة المكرمة

مُساهمة  غدآ تتفتح الزهور الخميس يناير 20, 2011 5:50 am

فضل الله: أدياننا توصي بالرفق لكنها ترفض الظلم والعدوان
التاريخ: 8 ذو الحجة 1422هـ الموافق 20/02/2002م
من رحاب مكة المكرمة، وفي أجواء الحج المباركة، وجّه سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله نداء إلى اللبنانيين والعرب والمسلمين جاء فيه:
لقد نزل الوحي على الرسول(ص) في هذه البقعة الطاهرة، من أجل أن يسمو بالإنسان روحياً وأخلاقياً، فينمي فيه عناصر الخير ويؤصّل كل القيم الإنسانية، بالشكل الذي ينفتح على العقل في عقلانية كل القضايا التي تتحرك في حياته، وعلى آفاق الروح التي تنفتح على الإنسان ليعيش إنسانيته في إنسانية الآخر، وينطلق ليعترف بالآخر، فيتمثل اعترافه به لقاءً في نقاط التوافق، وحواراً في نقاط الاختلاف، وذلك بهدف بناء حضارةً تقوم على أساس سلام الإنسان مع نفسه ومع ربه ومع الناس كلهم، لأن الإسلام يريد أن نعيش الرفق مظهراً لعلاقة الإنسان بالإنسان وليكون العنف فقط ضد الذين يريدون تدمير الإنسان في إنسانيته.
وإننا في هذه الرحاب الطاهرة نريد لكل أبنائنا وأخواننا وأخواتنا من اللبنانيين واللبنانيات ومن كل العالم العربي والإسلامي أن يرتفعوا إلى مستوى المرحلة، فيعيشوا مع الله لا على أساس أن يختلفوا باسم الله، ولكن على أساس أن يتوحدوا بالله، وأن ينطلقوا في تأصيل القيم الروحية والأخلاقية ليكون الإنسان إنساناً يحلق في آفاق الروح ليقترب من الله حتى يعيش مع عيال الله من خلال الكلمة المأثورة "الخلق كلهم عيال الله وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله".
أيها الأحبة، إننا في مثل هذه المرحلة الصعبة نحتاج لاستعادة القيم الروحية حتى لا نحتاج إلى وعّاظ يدعوننا لنبذ الإرهاب ونبذ العنف، لأننا نحن الذين انطلقنا بإسلامنا وبمسيحيتنا بالرحمة والمحبة لاحتضان كل بني البشر حتى يزول الإرهاب الذي يفترس الإنسان في إنسانيته، ولا سيما إرهاب الاستكبار العالمي والصهيوني الذي يستخدم كل أنواع القوة لفرض العبودية على الإنسان من دون أية رعاية أو احترام لإنسانيته. إذ ما معنى أن تفرض إحدى القوى تصنيفها لبني البشر على قاعدة إما التحالف معها أو وضعهم في دائرة الإرهاب... ألا تتصرف كما لو أنها كل المحبة والتسامح، وكل الآخرين إرهابيين. فيما نحن يجب أن نتمسك بأدياننا التي تنطلق بالمحبة وبالتسامح لأن من أحب الله أحب الناس ومن أحب الناس لا يمكن أن يعتدي عليهم.
لهذا، أيها الأحبة، لننطلق في هذه المرحلة في مواجهة كل التحديات التي توحي بأننا نعيش في دائرة لا يرتاح إليها العالم، وذلك بأن نؤكد أننا نعمل للرفق مع كل الناس.. خصوصاً وأننا من هذه الرحاب الطاهرة نقرأ في صلواتنا وابتهالاتنا {ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليٌ حميم}.
إننا نريد أن نكون أصدقاء العالم، ولكننا نقف ضد كل الذي يريد أن يفرض حقده وعداوته وسيطرته علينا، ولذلك نقف مع الشعب الفلسطيني ضد الصهيونية التي جاءت لتـزرع الحقد وتثير العداوة من أجل إرباك المنطقة كلها، كما أننا نقف ضد كل استكبار عالمي يريد أن يفرض نفسه علينا.
أيها الأحبة، إن أعيادنا المشتركة ولا سيما ما نقبل عليه من عيد الأضحى المبارك.. إن هذه الأعياد توصي بالمحبة وتوصي بالتسامح وتوصي بالرفق وتوصي باللقاء على القضايا المشتركة التي تركز مصالحنا جميعاً وقضايانا الكبرى جميعاً.. أسأل الله للجميع الرحمة والمغفرة والتوفيق والقبول لعباداتهم ومناسكهم، وأسأل الله أن يتقبل حجّ الحجاج ونسك النسّاك وأن يعيدهم سالمين، لكم كل المحبة ولكم كل الدعاء ولكم كل خير.
غدآ تتفتح الزهور
غدآ تتفتح الزهور

عدد المساهمات : 940
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 05/01/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى