MAFFIA
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حاضر في "الخيارة" عن النظرة الى الآخر:

اذهب الى الأسفل

حاضر في "الخيارة" عن النظرة الى الآخر: Empty حاضر في "الخيارة" عن النظرة الى الآخر:

مُساهمة  غدآ تتفتح الزهور الخميس يناير 20, 2011 5:49 am

فضل الله: الذين يهربون من الحوار ويقتلونه جبناء
التاريخ: 14/جمادى الأولى/1420هـ،الموافق:26/8/1999م
بدعوة من "المركز الثقافي العربي" و"الجمعية النسائية الاجتماعية في القرعون"، حاضر سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله تحت عنوان: "نظرتنا الى الآخر.. بين ذاتية الرفض وموضوعية الفكر"، وذلك في مركز "عمر المختار" في بلدة "الخيارة"، بحضور النائب عبد الرحيم مراد وحشد من الشخصيات العلمائية والتربوية والثقافية والإجتماعية، وجمهور غفير من المهتمين.
قدّم للمحاضرة الدكتور عبد الناصر طه بكلمة فقال: ندخل اليوم الى عالم الفكر الرحيب، نتطلع اليه بآفاق حدودها المعرفة الانسانية الشاملة، وبرؤية عالِم تجاوز العصور وارتقى برسالة الإسلام من حالات المذهبية والطائفية الى سمو المقصد والمطلب، وصولاً الى غاية الرحمة التي خُصت بها هذه الرسالة.. ولقاؤنا اليوم دخول يسبر غور عتمة احدى النقاط مسترشدين بسماحة آية الله السيد محمد حسين فضل الله لإضاءتها، علّنا نقيم الحوار المقطوع بيننا وبين الآخر، فهو يحمل ألهم الفكري والثقافي لهذه الأمة، خاطب الشرق والغرب في دعوة سامية للحوار، نبذ العنف والارهاب مكرّساً مفهوم الجهاد، ناصر المستضعفين أنّى وجدوا، حمل لواء رسالة الإسلام الحضارية في عناوين الحريات والأخلاقيات والوحدة الاسلامية ودور المرأة ومكانة العلم والفنون، إنه عالِم لا تختصره الكلمات ولا تسمو اليه الرتب والألقاب..
ثم كانت محاضرة سماحة آية الله العظمى فضل الله التي استهلها بالقول: النظرة الى الآخر تلك هي مشكلة الانسان منذ بدأ، فقد خلق الله تعالى الانسان متمثلاً بآدم (ع) واصطدم بنظرة إبليس السلبية اليه (أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين)، كان ينظر الى المسألة من جانب واحد، والحياة – سواء تمثلت في الانسان وفي كل ظاهرة – ليست بُعداً واحداً، وهكذا رأينا الأخوين هابيل وقابيل "اذ قرّبا قرباناً فتقبّل من احدهما ولم يُتقبل من الآخر قال لأقتلنك"، كانت نظرته الى أخيه تنطلق من هذا الاختناق في الذات الذي لا يطيق ان يرى الآخر في حالة فضل أو تفوق حتى لو كانت المسألة لا تتصل باختيار الآخر..
تابع: وهكذا عاش الانسان في حركته الوجودية فاكتشف اولاً الصراع من اجل الذات، لأن ايّ انسان كان ينظر الى الانسان الآخر من خلال بُعد واحد يتصل بعقدة ذاته ولم تكن الموضوعية هي ما يحكم فكر الانسان، وتطوّرت المسألة لتأخذ بُعداً نوعياً، فاصبحت المسألة مسألة التنوّع الانساني بين الرجل والمرأة، ورأى الرجل وهو يتعبّد لذاته من خلال عضلاته وبعض خصوصياته انه الانسان الأقوى والأعلى، واوحى الى نفسه انه الأعقل فكانت نظرته الى المرأة نظرة من فوق. واختلف الناس في الألوان وكان لون البياض أكثر إشراقاً من لون السواد وخيّل للأبيض انه الأشرف لأنه الأشرق فكانت نظرته الى الأسود والأحمر والأصفر من فوق، وتنوّعت الأعراق والقوميات حتى بدأ الناس يبحثون عن تفوق انسان على انسان آخر في الجغرافيا وفي التاريخ الذي لا دور له فيه، لأن التاريخ ليس نحن وان كنا نتاجه بل هو الناس الذين صنعوه وعاشوه..
وقال: ان الإسلام أبعد الذات في النظرة الى الآخر، حتى لو كنت على حق فان عليك ان تفكر كيف تنقل هذا الحق الى الآخر بالوسائل التي يمكن ان يقتنع الآخر بها، ثم ان تكون لك إرادة ان تفهم الآخر وان تعطيه الفرصة ليحدثك عن وجهة نظره، هبّ انك تملك الحق في نظرك ولكن لماذا لا تفكر ان الآخر قد يملك وجهة نظر اخرى قد تضيء لك وجهة نظرك فتوسعها وقد وتقلب لك وجهة نظرك، وكم من المفكرين من كانوا يؤمنون ببعض الأفكار التي بنوا كل كيانهم الفكري عليها ولكنهم اكتشفوا من خلال حوار أو تأمل آخر الخطأ فعادوا عما كانوا عليه..
أضاف: ان الذين يختبئون في داخل ذواتهم ليرفضوا الآخر من خلال عقدة الذات، هؤلاء لا يملكون قوة الدخول مع الآخر في حوار، هؤلاء يشعرون بالضعف في الحجة التي تدعم فكرهم، عندما تكون قوياً في فكرك وحجتك فانك تستطيع ان تقول للعالم تعالوا اليّ وهاتوا برهانكم وهذا برهاننا، ان الذين يهربون من الحوار ويقتلونه ويعيشون ذاتية الشخص والطائفة والمذهب والحزب فيقمعون الآخرين هم جبناء لا يملكون شجاعة ان يواجه فكرهم الفكر الآخر، ولو كانوا أقوياء لوقفوا في ساحة المواجهة..
وأردف: علينا ان ننطلق لنعتبر ان هناك فكراً يحاور فكراً لا ان هناك ذاتاً تفترس ذاتاً هنا وهناك، وهذا هو الذي يمكن ان يفتح لأمتنا باب التطوّر الفكري والتنوّع السياسي ويمكن ان يوحّدها، فكلنا نتطلب الوحدة سواء الوحدة الوطنية والاسلامية والدينية والقومية، وما أكثر الوحدات التي نطلقها كشعارات ويبقى التمزق، لأن وسائلنا في حركة هذا التنوع هي وسائل العنف بالكلمة وبالموقف وفي ساحة الصراع الذي يصل الى العنف بالسلاح، نحن نعرف ان اللغة التي نتداولها في واقعنا العربي والاسلامي هي لغة التكفير والتضليل بين المذاهب المتعددة وربما داخل المذهب الواحد، كل ذلك لأننا نخاف من الحوار ولأن كلاً منا يريد ان يبقى مختنقاً في داخل ذاته، لقد سجنّا انفسنا في الدائرة المذهبية والطائفية والحزبية وأضعنا المفتاح، ولذلك استبدلنا الفكر بالتخلّف والإلتـزام بالعصبية..
وخلص الى القول: ان التحدي الكبير أمامنا هو إسرائيل، فتعالوا لنرفض إسرائيل ولنجمّد كل الرفض الذي يعيش في مجتمعاتنا ريثما نستطيع ان نقضي على هذا السرطان، تعالوا أمام تحديات الاستكبار العالمي الذي اخذ كل ثرواتنا وعبث بكل اقتصادنا وصادر كل سياساتنا وامننا بأكثر من عنوان وعنوان، تعالوا لنكون أمة كالجسد الواحد لنكون قوة.. فلنتحد أمام جراحاتنا – اذا لم نستطع ان نتـفق على التفاصيل المذهبية أو الدينية أو السياسية – من خلال الأرض التي اغتُصبت وانساننا الذي أُسقط ومن خلال مستقبلنا الذي يُراد له ان يسقط قبل ان يأتي بعد ان أسقطوا حاضرنا، ولنخرج من سجن الذات الى أفق الأمة، ومن كل زوايا الحاضر الى آفاق المستقبل لنتغيّر، لأن الله تعالى يقول: "ان الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم"..
غدآ تتفتح الزهور
غدآ تتفتح الزهور

عدد المساهمات : 940
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 05/01/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى