MAFFIA
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الدعوة في وجه أساليب الشرك

اذهب الى الأسفل

الدعوة في وجه أساليب الشرك Empty الدعوة في وجه أساليب الشرك

مُساهمة  غدآ تتفتح الزهور الخميس يناير 20, 2011 3:45 am

الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصّلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين، وعلى جميع أنبياء الله والمرسلين، السلام عليكم أيُّها الأخوة المؤمنون والأخوات المؤمنات ورحمة الله وبركاته.

أساليب الضلال:
يقول الله سبحانه وتعالى، وهو يوجِّه خطابه إلى الرسول(ص)، ومن خلال الرسول(ص) إلى الأمَّة: {فادع واستقم كما أمرت} ، فالله سبحانه يقول لنبيه إنّي قد وضعت لك في دعوتك وفي شريعتك وفي كلِّ المنهج الذي خطّطته لك، خط الاستقامة، وعليك أن تستقيم على هذا الخط، فلا تنحرف يميناً أو شمالاً، بل عليك التحرك في هذا الخطّ من البداية إلى النهاية، {ولا تتّبع أهواءهم}(الشورى/15)، لأن هؤلاء ربما يحاولون خداعك والقيام بتقديم بعض الإغراءات لك، حتى تترك رسالتك، وتسير معهم في الخط الذي يسيرون عليه.
وهذا ما حدث في مكّة، عندما جاء المشركون إلى الرسول(ص)، وقالوا له تعال لنعبد إلهك سنةً وتعبد آلهتنا سنة، فقد كانوا يريدون منه الاعتراف بآلهتهم، وبذلك يبطلون دعوة التوحيد، لأن النبي إذا قبل منهم ولو ليوم واحد بأن يشرّع عبادة آلهتهم، فإن ذلك يسقط عقيدة التوحيد، لأن التوحيد هو التركيز على شهادة أن لا إله إلا الله، أي الوحدانية لله سبحانه وتعالى في الألوهية، ولذلك نزلت سورة الكافرون: {قل يا أيها الكافرون* لا أعبد ما تعبدون* ولا أنتم عابدون ما أعبد* ولا أنا عابدٌ ما عبدتم* ولا أنتم عابدون ما أعبد* لكم دينكم ولي ديني}.
فالمسألة هي الخطّ الفاصل بيننا وبينكم على أساس أنّ الشرك لا يلتقي مع التوحيد، فأنتم ما دمتم مصرّين على الشرك، فلا يمكن أن تلتقوا بالتوحيد، ونحن ما دمنا ملتزمين بالتوحيد، فلا يمكن أن نتقبّل الشرك {وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره} يعني أنهم كانوا يحاولون إقناعه بتغيير شيء ما في القرآن أو تبديله، حتى يربكوا حركته، ليُقال إنّ هذا القرآن منه وليس من عند الله، لأنه إذا قام بتبديل القرآن، فذلك يعني أنه من عنده، ولذا أجابهم: {قل ما يكون لي أن أبدّله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحي إليَّ} فالله أنزل عليه: {وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره إذاً لاتّخذوك خليلاً* ولولا أن ثبّتناك لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلاً* إذاً لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيراً}(الإسراء/73-75).

وأُمرتُ لأعدل بينكم :
فهذه الفقرة في الآية تشير إلى الأساليب التي حاولوا أن يضلّلوه بها، وأن يفتنوه بها عن رسالته {ولا تتّبع أهواءهم وقل _ عندما تريد أن تطرح عليهم رسالتك _ آمنت بما أنزل الله من كتاب}، لأني أؤمن بالتوراة والإنجيل والقرآن، فنحن لا نفرِّق بين أحدٍ من رسله، ونحن نؤمن بكلِّ ما أنزل الله من كُتب، {وأُمرتُ لأعدل بينكم} وقد أمرني الله سبحانه وتعالى بالعدل مع كلِّ الناس الذين أتحمَّل مسؤوليّتهم وإدارة أمورهم، فأعطي لكلِّ ذي حقٍ حقَّه ولا أغمط (أمنع) حق أحد، {الله ربنا وربكم}، فالله ربُّ العالمين جميعاً، ولا يختصُّ بجماعةٍ دون أخرى، {لنا أعمالنا ولكم أعمالكم} ما دمتم لا تؤمنون بما ندعوكم إليه من الإسلام، وبقيتم على الشرك الذي سوف تحاسبون عليه، ولنا أعمالنا التي نُقدّمها غداً بين يدي الله سبحانه وتعالى، {لا حجَّة بيننا وبينكم} لأن القضايا مقطوعة، فلا تقبلون منا ولا نقبل منكم، {الله يجمع بيننا وإليه المصير}.

اللين في الدعوة:
هذا أسلوب من أساليب الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة. وفي آيةٍ أخرى يقول الله: {يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله}، أي ليكن الإنسان ملتزماً نصرة الله سبحانه وتعالى، وذلك يكون بنصرة دينه ونصرة المستضعفين من عباده، {كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله} فالسيِّد المسيح(ع) لم يدعُ الناس إليه (كشخص )، لم يقل من أنصاري؟ من جماعتي؟ من أتباعي؟ وإنما قال من أنصاري إلى الله، يعني من هم الأنصار الذين يسيرون معي في هجرتي إلى الله، في رحلتي إلى الله وفي نصرتي له؟{قال الحواريون نحن أنصار الله}(الصف/14).
وهكذا نرى أن صاحب كلِّ رسالة عندما يدعو الناس، فإنَّ عليه أن لا يدعوهم إلى نفسه، بحيث يقول جماعتي أو أنصاري، أو يطلب أن يكونوا كذلك، بل عليه دعوتهم إلى أن يكونوا أنصار الله الذين يلتزمون خطّ الله مع الداعي إلى الله سبحانه وتعالى.
وفي نهاية المطاف، نذكر ما قاله الله سبحانه وتعالى لموسى(ع) عندما أراد له أن يذهب إلى فرعون: {اذهب إلى فرعون إنّه طغى _ حيث تجاوز الحدَّ المعقول عندما ادَّعى الربوبية وقال: {أنا ربكم الأعلى}، {فقل هل لك إلى أن تزكى _ أي هل تقبل أن تذكِّي قلبك وعقلك وحياتك لتكون في خطِّ الخير والطهارة وخطّ السموّ وخطّ الصّفاء _ وأهديك إلى ربك فتخشى}(النّازعات/17-19) فأشرح لك عن الله، لتعرفه سبحانه وتعالى في مواقع عظمته ونعمته، فتخاف منه وتعبده في نهاية المطاف، وهذا هو القول الليّن الذي أمر الله به هارون وموسى أن يقولاه لفرعون: {فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى}(طه/44).
وهذا ما نستوحيه للقيام به مع كلِّ إنسان نريد هدايته إلى الحق وإلى الصراط المستقيم، وهو أن نستعمل القول الليِّن والطيّب الذي يمكن أن يدخل إلى قلبه، ويرتفع إلى عقله، ليلتزم به في ما يقدِّمه إليه الرسول أو الدعاة إلى الله سبحانه وتعالى.
غدآ تتفتح الزهور
غدآ تتفتح الزهور

عدد المساهمات : 940
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 05/01/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى