MAFFIA
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ولكن قل علي رقيب

اذهب الى الأسفل

ولكن قل علي رقيب Empty ولكن قل علي رقيب

مُساهمة  غدآ تتفتح الزهور الأربعاء يناير 12, 2011 5:11 am

الرقيب ..
ورد هذا الاسم في القرآن ثلاث من القرآن ..
في سورة المائدة في قوله تعالى مخاطباً عيسى عليه السلام يوم القيامة في مشهد عظيم وموقف جسيم { وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ ، مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ } .. { كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ، إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } ..
فمن هم الناجحون في ذلك اليوم !!..
من هم الناجون في ذلك اليوم !!..
اسمعوا رعاكم الله ..
قال الله : { قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ } ..
لن ينجوا إلا أهل الصدق والإخلاص ..
{ قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ، لِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } ..
وجاء ذكر الرقيب في قوله تعالى في أول آية من سورة النساء { يَآ أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُم رَقِيباً } .. { إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُم رَقِيباً } ..
قال ابن جرير في قوله : { إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُم رَقِيباً } يعني أنَّ الله لم يزل عليكم رقيباً حفيظاً محصياً عليكم أعمالكم متفقداً أحوالكم ..
وجاء ذكر الرقيب في سورة الأحزاب في قوله جل في علاه { وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيباً } ..
قال الزجَّاج :
الرقيب ..
هو الحافظ الذي لا يغيب عما يحفظه{ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }..
وقال الحليمي :
الرقيب ..
هو الذي لا يغفل عما خلق ..
وفي نونية ابن القيم :

وهو الرقيب على الخواطر واللواحظ كيف بالأفعـال والأركــان
قال السعدي :
الرقيب ..
المطلع ما أكنته الصدور ، القائم على كل نفس بما كسبت ، الذي حفظ المخلوقات وأجراها على أحسن نظام وأكمل تدبير ..
فهو سبحانه ..
رقيب ..
على الأشياء بعلمه الذي وسع كل شيء { رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً}..
وهو رقيب ..
على الأشياء ببصره الذي { الذي لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ } ..
وهو رقيب ..
على الأشياء بسمعه المدرك لكل حركة وكلام ..
فأين أثر هذا في حياتنا !!..
أين أثر هذا في حياتنا !!..
أنه يسمع ، ويرى ، و { يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ } ..
أين أثر هذا في تصرفناتنا ؛ في معاملاتنا ؛ في عباداتنا !!..
جاء في السير بعد معركة بدر وبعد أن عادت قريش تجر أذيال الهزيمة وبعد أن تلقت درساً في معسكر الإيمان ..
قعد صفوان بن أمية وعمير بن وهب في الحجر فأخذا يتذاكران أصحاب القليب.
وكان صفوان بن أمية قد قُتل أبوه وأخوه يوم بدر ..
فقال عمير لصفوان لولا صبية صغار لا أحد يرعاهم بعدي وديون ركبتني لذهبت إلى المدينة وقتلت محمداً ..
فقال صفوان : دينك عليّ ، وأنا أرعى صغارك على أن تقتل محمداً ..
فاتفقا ..
ولا ثالث معهما إلا الله ..
الله الذي { يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى }..
وصل عميرٌ إلى المدينة متظاهراً بأنه جاء لدفع الفداء عن ابنه وهب الذي كان أسيراً عند المسلمين ..
فرآه عمر رضي الله عنه فانطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد وقال : يا رسول هذا عدو الله عمير جاء متوشحاً سيفه ..
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ادخلوه علي ) ..
فجاء به عمر وقد اخذ بتلابيبه فأوقفه على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال : ( أرسله يا عمر ) ..
ثم قال : ( ادنو يا عمير ) ..
فدنا ؛ ثم قال : أنعم صباحاً يا محمد _ وكانت هذه تحية الجاهليه _..
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( قد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك يا عمير ؛ أكرمنا بالسلام تحية أهل الجنة { تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ } ) ..
ثم قال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما جاء بك يا عمير ؟! ) ..
فقال : جئت لهذا الأسير الذي في أيديكم فأحسنوا فيه ..
قال : ( فما بال السيف في عنقك ؟! ) ..
قال : قبحها الله من سيوف وهل أغنت عنا شيئاً يوم بدر ..
قال : ( اصدقني يا عمير .. اصدقني يا عمير ما الذي جئت من أجله ؟ ) ..
قال : ما جئت إلا لذاك ..
قال : ( اسمع بل قعدت أنت وصفوان بن أمية في الحجر ، فذكرتما أصحاب القليب من قريش ، ثم قلت أنت لولا دين علي وعيال عندي لخرجت حتى أقتل محمداً ، فتحمّل لك صفوان بن أمية بالدين ورعاية العيال ؛ على أن تقتلني له والله حائل بينك وبين ذلك .. والله حائل بينك وبين ذلك ) ..
فقال عمير : أشهد أنك رسول الله ؛ قد كنّا يا رسول الله نكذبك بما كنت تأتينا به من خبر السماء ..
وما يتنزل عليك من الوحي ..
وهذا أمر لم يحضره إلا أنا وصفوان ..
والله إني لأعلم ما أتاك به إلا الله .. والله إني لأعلم ما أتاك به إلا الله .. وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ..
فالحمد لله الذي هداني للإسلام وساقني هذا المساق ..
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( فقهوا أخاكم في دينه ، وعلموه القرآن ، وأطلقوا أسيره ) ..
الله أكبر ..
ولا إله إلا الله ..
تدبر في قوله جل في علاه : { يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً }..
أين أثر هذه الآيات في حياتنا ؟!..
بل أين أثر قوله جلَّ في علاه :{ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ }..


إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل
ولا تحسبنَّ الله يغفل ساعة
ألم ترَ أنَّ اليوم أسرع ذاهبٍ


خلوت ، ولكن قل عليَّ رقيب
ولا أن ما يخفى عليه يغيب
وأنَّ غداً للناظرين قريب



قال ابن كثير : إنَّ عميراً هذا بعد أن هداه الله للإسلام استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في العودة إلى مكة ليكون داعية إلى الإسلام ..
فقال : يا رسول الله إني كنت جاهداً على إطفاء نور الله ؛ شديد الأذى لمن كان على دين الله ، وأنا أحب أن تأذن لي فأقدم مكة فأدعوهم إلى الله وإلى رسوله وإلى الإسلام لعل الله أن يهديهم وإلا آذيتهم في دينهم كما كنت أؤذي أصحابك في دينهم ..
فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم ..
فلحق بمكة ، وكان صفوان يتوقع وصوله بين آونة وأخرى ، فكان يسأل عنه الركبان ؛ حتى قدم راكب قبل عمير ؛ فأخبر صفوان عن إسلامه فغضب غضباً شديداً وحلف أن لا يكلمه أبداً ولا ينفعه نفعاً أبداً ..
قال ابن اسحاق : فلما قدم عمير مكة وكان شجاعاً مهيباً جاهر أهل مكة بإسلامه ولم يجرؤوا على التعرض له وأخذ يدعو إلى الإسلام ..
أسألك بالله من أين أتت الشجاعة ؟!!..
من أين أتت الشجاعة ؟!..
لما دخل موسى وهارون على فرعون { قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَى ، قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى } ..
{ إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى } ..
فأخذ عمير يدعو إلى الإسلام ويؤذي من خالفه أذىً شديداً ..
فأسلم على يديه خلق كثير ..
لكن قل لي ..
وقولي لي ..
كيف أسلم عمير !!..
أسلم يوم استشعر ..
عظمة الله ..
ورقابة الله ..
وإحاطة الله بكل شيء ..
فهلا استشعرنا ذلك ..
واستشعرنا قوله تعالى { وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ } ..
{ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ } ..
{ لاَ يَخْفَىَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء }..
غدآ تتفتح الزهور
غدآ تتفتح الزهور

عدد المساهمات : 940
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 05/01/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى