MAFFIA
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

بناء الذات على منهج الإسلام

اذهب الى الأسفل

بناء الذات على منهج الإسلام Empty بناء الذات على منهج الإسلام

مُساهمة  غدآ تتفتح الزهور الأربعاء أبريل 06, 2011 6:11 am

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

لقد ترك لنا نبينا الكريم عليه الصلاة وأتم التسليم تراثاً ضخماً، ومنهجاً متوازناً، للبناء والإصلاح متدرج الخطوات، واضح القسمات، يبدأ بالبدايات المنطقية، ويسير وفق الخطوات الأولية، يأتي البيوت من أبوابها، ولا يتسلق جدرانها، آخذاً بعين الاعتبار عناصر البناء، وجواهر الإعداد، فوضع الأسس الأصيلة، وانتخب القواعد الأولى التي تكوّن الذات، وتنطلق بها إلى تمام البناء شأنه في ذلك شأن بناء الجدار، لا بدّ في بنائه من اختيار أحجار نظيفة قوية متينة، إذ هيهات أن يقوم بناء شاهق ثابت على أحجار هشة، وموادّ متآكلة، (أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أمّن أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به)، وهكذا المجتمع مؤلف من أفراد، ولا بد لإصلاحه من بناء الأفراد أولاً وإعدادهم الإعداد الكامل الصالح الرشيد، فكرياً، وجسمياً، وسلوكياً، بحيث ينصهر فيه المبنى والمعنى، والمادة والروح، والمحسوس والمعقول، والصعب والذلول، وتتحد فيه العناصر والأدوات والآلات التي تضع الفرد في ساح المنهج الرباني المتنامي، المتكامل من البداية إلى النهاية.

ولا بد في إصلاح الذات وتكوين الفرد من توفير ركائز أساسية، نذكر بعضها في هذه العجالة والبقية في العدد القادم:

1- أن يكون قوياً، وليس المقصود قوة الجسم فقط، بل قوة الدين والعقل، قال الله تعالى في حقّ موسى: (القويّ الأمين)، ولخص علماء الإدارة في أن الموظف الجيد هو من تجتمع به هاتين الصفتين، القوة (يعني التمكن من علمه وفهمه وعقله وجسده) والأمانة (وهي الصفة اللازمة لأي إنسان تريد أن تعتمد عليه).

2- أن يكون سليم العقيدة، فعقيدة الإيمان بالله تعالى بأركانها ولوازمها تجعل الإنسان المؤمن على تصور واضح لما يجب له، ويجب عليه، وتحدد له مساراً واضحاً في بناء ذاته، وبناء تصوراته عن الكون والإنسان والحياة، وتضعه على المسار الواضح السليم في كل ما يأتي وما يذر.

3- أن يكون متين الخلق: متحلياً بالفضائل، متجافياً عن الرذائل، شجاعاً في الحق لا يخاف في الله لومة لائم، صريحاً لا ينافق ولا يخادع، عفيفاً لا يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل، مترفعاً عن السفاسف، آخذاً بعزائم الأمور، كريماً لا يبخل إذا دعا داعي الجود للبذل والعطاء.

4- أن يكون مثقف الفكر، واسع المعرفة، غوّّاصاً وراء دقائقها، ملماً بأبعادها، وأنواعها، خبيراً بمعارف العصر وعلومه، ولا تغيب عنه خفاياها، متسلحاً بعمق النظر، متثبتاً لا يتبع الظنون، ويخضع للأوهام، عاملاً على الدوام على تنمية معارفه، حريصاً على معرفة كل جديد في دنيا الإبداع، والإنتاج، فلا يضع علمه في وجوه التكسب الرخيص، ولا في دهاليز النصب والاحتيال.

5- أن يكون مجاهداً لنفسه، يصونها من الردى، ويحميها من الخنى، ويربأ عن سفاسف الأمور، ويتبع بها معاليها، يلجمها عن المعاصي ويربيها على الطاعة، وإن راودته على الحرام وقف في وجهها كالطود، وإن زيّنت له السوء، زيّن لها الكمال، والجميل من الخصال، يعرف أنها كالطفل إن أهملها شبت على حب النقائص، وإن فطمها عنها انفطمت، يعرف قول القائل ويفهمه:

فلا تَرُمْ بالمعاصي كسر شهوتها إن الطعام يقوي شهوة النهم

وإن الجهاد لهذه النفس هو طريق عزتها، وهدايتها وأمنها وأمانها، فلا تقعد عن جهادها لحظة فإنها أمارة بالسوء إلا من رحم رب

غدآ تتفتح الزهور
غدآ تتفتح الزهور

عدد المساهمات : 940
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 05/01/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى